للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيطان، وغُلِب، وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب» (١).

قوله: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاس} الوسوسة هي ما يلقيه الشيطان من الأفكار والأوهام، والتخيلات التي لا حقيقة لها، والخناس الذي يخنس، ويهزم، ويولي عند ذكر الله وهو الشيطان (٢)، قال سعيد ابن جبير عن ابن عباس في قوله: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاس}، قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خنس (٣).

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّاذِينَ، فَإِذَا قَضَى التَاذِينْ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قُضي التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا واذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ مِن قَبلُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ مَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى؟ ! » (٤).

قوله: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاس} ظاهر الآيات أن الذي يسوس يكون من شياطين الجن، ويكون من شياطين الإنس، وجاء التوجيه الإلهي الكريم بالاستعاذة من النوعين جميعًا، وقد ورد في الكتاب العزيز أنهما يشتركان في الوحي الشيطاني، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ


(١) تفسير ابن كثير (١٤/ ٥٢٩).
(٢) تفسير جزء عم، للشيخ ابن عثيمين ص: ٣٥٩ بتصرف.
(٣) تفسير ابن كثير (١٤/ ٥٢٩).
(٤) البخاري برقم ٦٠٨، وصحيح مسلم برقم ٣٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>