وقد يحتاج الإتقان إلى وقت طويل بحسب طبيعة العمل، فقد مكث ابن حجر في تأليف كتابه (فتح الباري) خمسة وعشرين عامًا، وابن عبد البر مكث في تأليف كتابه (التمهيد) ثلاثين عامًا، وطاف ابن حنبل الدنيا مرتين من أجل جمع المسند وأحاديثه ثلاثون ألف حديث، وقد انتقاه من سبع مئة ألف حديث، والبخاري رحمه الله أتقن ترتيب كتابه صحيح البخاري على الأبواب الفقهية أيما إتقان، وكان لا يضع حديثًا حتى يصلي ركعتين.
ومن فوائد الإتقان:
١ - براءة الذمة بالقيام بالعمل متقنًا من غير نقص، ولا خلل.
٢ - الحصول على محبة الله لأن الله يحب العمل المتقن.
٣ - أن كل إنسان مؤمن لو قام بالعمل الذي كُلِّف به متقنًا له، لما وصلت الأمة الإسلامية إلى التأخُّر الذي نعيشه هذه الأيام.
٤ - أن كل إنسان يعمل بجد يجد ثمرة عمله، والكفار لما أتقنوا أمورهم الدنيوية من صناعة الأجهزة، والأسلحة الحديثة، وغيرها وصلوا إلى ما يريدون، قال تعالى:{كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا}[الإسراء: ٢٠].
(١) سنن أبي داود برقم (٣٦٤٥)، ومسند الإمام أحمد (٣٥/ ٤٩٠) برقم (٢١٦١٨) واللفظ له، وقال محققوه: إسناده حسن.