للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالذي ينبغي للخطيب أن ينوع في مثل هذا، لئلا يظن الناس أن هذا من الواجب، بل لو ترك السنة أحيانًا إذا ظن بعض الناس من خلال المواظبة عليها أنها واجبة، فإن هذا الترك يكون مستحبًا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فإنه إذا ظن العامة أن المواظبة على قراءة السجدة، والإنسان في فجر الجمعة من الواجب، فإنه يستحب تركها أحيانًا لإزالة اللبس» (١) (٢).

ومنها: مغايرة بعض الخطباء صوته عند تلاوة الآيات من القرآن، لنسق صوته في وعظه وخطبه.

قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله: «وهذا لم يعرف عن السالفين ولا الأئمة المتبوعين، ولا تجده لدى أجلاء العلماء في عصرنا، بل يتنكبونه، وكثير من السامعين لا يرتضونه، والأمزجة مختلفة، ولا عبرة بالفاسد منها، كما أنه لا عبرة بالمخالف لطريقة صدر هذه الأمة وسلفها» (٣).

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) مجموع الفتاوى (٢٤/ ٢٠٦).
(٢) الشامل في فقه الخطيب والخطبة، للشيخ سعود الشريم (ص: ٢٧٠ - ٢٧٢).
(٣) انظر: تصحيح الدعاء، للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (ص: ٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>