للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عطاء بن أبي رباح قال: نهوا عن الإِسراف في كل شيء (١).

قال ابن كثير: «أي لا تسرفوا في الأكل لما فيه من مضرة العقل والبدن» (٢).

روى النسائي في سننه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ» (٣) (٤).

وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: «كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ» (٥).

وروى الترمذي في سننه من حديث المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» (٦).

وفرَّقَ بعض العلماء بين التبذير والإِسراف الذي جاء النهي عنه في قوله تعالى: {إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: ٢٧]. فقالوا: «إن التبذير هو صرف الأموال في غير حقها، إما في المعاصي؛ وإما في غير فائدة لعبًا وتساهلاً بالأموال، أما الإِسراف


(١) تفسير ابن كثير (٦/ ١٩٠).
(٢) تفسير ابن كثير (٦/ ١٩٠).
(٣) مخيلة هي العجب والكبر.
(٤) رواه النسائي برقم (٢٥٥٩)، ورواه البخاري معلقاً مجزوماً به (ص: ١١٣٢).
(٥) رواه البخاري معلقاً مجزوماً به (ص: ١١٣٢) باب قول الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: ٣٢].
(٦) سنن الترمذي برقم (٢٣٨٠) وقال: حديث حسن صحيح، وحسنه الحافظ في فتح الباري (٩/ ٥٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>