للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث عائشة قالت: فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها «أُعْتِقَ فِي سَبَبِهَا مِئَةُ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ» (١). وكانت كثيرة الصيام والذكر، ففي صحيح البخاري من حديث جويرية بنت الحارث: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ: «أَصُمْتِ أَمْسِ؟ » قَالَتْ: لَا، قَالَ: «تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا؟ » قَالَتْ: لَا، قَالَ: «فَأَفْطِرِي» (٢).

ومنهن أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها.

ومن فضائلها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّكِ لَابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ تَحْتَ نَبِيٍّ» (٣). وقد اشتهرت بالإنفاق والبذل، قال ابن كثير: «كانت من سيدات النساء عبادة، وورعًا، وزهادة، وبرًا، وصدقة» (٤).

ومنهن أم المؤمنين أم حبيبة رَمْلَةُ بِنتُ أبي سفيان بن صخر بن حرب الأموية القرشية، وليس في أزواجه من هي أقرب نسبًا إليه منها.

ومن فضائلها: هجرتها إلى الحبشة مع زوجها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الهجرة إلى الحبشة: «لَكُمْ أَنْتُمْ يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ» (٥). وقد روت الكثير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال


(١) برقم ٣٩٣١، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم ٣٣٢٧.
(٢) برقم (١٩٨٦).
(٣) سنن الترمذي برقم (٣٨٩٤)، وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي (٣/ ٢٤٤) برقم (٣٠٥٥).
(٤) البداية والنهاية لابن كثير (١١/ ٢٢٥).
(٥) صحيح البخاري برقم (٣٨٧٦)، وصحيح مسلم برقم (٢٥٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>