للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ (١)».

ومنها: الإِسراف في استخدام نعمة المال. روى البخاري في صحيحه من حديث خولة الأنصارية قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (٢) ويدخل في هذا الحديث الذين يسافرون إلى بلاد الكفار، فينفقون المبالغ الطائلة في تلك الرحلات، وهم بهذا جمعوا بين معصيتين الأولى: السفر إلى بلاد الكفار، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك.

روى الترمذي في سننه من حديث جرير - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ، لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا» (٣).

الثانية: دعم اقتصاد هذه الدول الكافرة بهذه الأموال التي تنفق فيها.

روى الترمذي في سننه من حديث أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ » (٤) الحديث. وغير ذلك من الصور.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) سنن النسائي برقم (١٤٠)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (١/ ٣١) برقم (١٣٦).
(٢) صحيح البخاري برقم (٣١١٨).
(٣) سنن الترمذي برقم (١٦٠٤)، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (١٤٦١).
(٤) سنن الترمذي برقم (٢٤٢٦) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>