للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس معنى ذلك أنه يقلب يديه في دعاء الاستسقاء، وكان صلى الله عليه وسلم إذا دعا ورفع يديه، رفع الناس أيديهم معه يدعون، ومعنى يدعون، أي: يؤمنون على دعائه إذا جهر بالدعاء، وإن أسرَّ دعا كل لنفسه، وينبغي للداعي إذا دعا أن يدعو بما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك أفضل الدعاء، وأجمعه لكل خير في الدنيا والآخرة.

ويسنُّ أن يستقبل القبلة في آخر الدعاء، ويحوِّل رداءه، قال ابن حجر: «محل هذا التحويل بعد فراغ الموعظة وإرادة الدعاء» (١).

وصفة قلب الرداء أن يجعل ما على اليمين على اليسار، وما على اليسار على اليمين، أو أن يقلبه ظهرًا لبطن، لما رواه أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة وفيه: ثُمَّ قَلَبَ رِدَاءَهُ، فَجَعَلَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَيْسَرِ، وَالْأَيْسَرَ عَلَى الْأَيْمَنِ (٢)، ولما جاء في مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن زيد: تَحَوَّلَ إِلَى الْقِبْلَةِ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، فَقَلَبَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ، وَتَحَوَّلَ النَّاسُ مَعَهُ (٣).

وفي زماننا هذا قل لبس الأردية، بل كاد أن يكون معدومًا، وحل مكانه (البشت، أو المشلح، أو الفروة)، أما الغترة أو الشماغ فقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن الشماغ هل يكون بديلًا للرداء؟ فأجاب بقوله: «لا ليس بديلًا له وربما الفروة، أو المشلح نعم لأن الشماغ أقرب ما


(١) فتح الباري (٣/ ٢٠٨).
(٢) (١٤/ ٧٣) برقم (٨٣٢٧)، وقال محققوه: صحيح لغيره.
(٣) (٢٦/ ٣٨٨) برقم (١٦٤٦٥)، وقال محققوه: حديث صحيح دون قوله: «وتحول الناس معه»، فهو حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>