للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَكِنَّمَا أَخْشَى انْسلاخَ الْقَلْبِ عَنْ ... تَحْكِيمِ هَذَا الْوَحْيِ وَالْقُرْآن

وَرِضَى بِآرَاءِ الرِّجَالِ وَخَرْصِهَا ... لَا كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ الْمَنَّان

ومن ذلك أصحاب القوانين الوضعية، الذين جعلوها شرعًا ومنهاجًا يسيرون عليه، ويلزمون الناس به، قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: ٥٠]، وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ} [المائدة: ٤٤].

الناقض الخامس: «من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولو عمل به كفر» وهذا باتفاق العلماء، وقد نال المنافقون النصيب الأكبر من هذه الخصلة، وهم يعملون ببعض شرائع الإِسلام الظاهرة؛ ولكنهم في الخفاء يضمرون البغض والكراهية لشريعة الإِسلام وأَهلها، ويتربصون بهم الدوائر، قال تعالى: {إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: ١]، وقال تعالى: {وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ} [المائدة: ٦١]، وقال تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: ١٤].

وقد حكم الله على من كره شيئًا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالكفر والضلال، وأن أعمالهم باطلة مردودة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: ٨ - ٩].

فكل من كره ما أنزل الله فعمله حابط، وإن عمل بما كره، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: ٢٨].

الناقض السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ثوابه أو

<<  <  ج: ص:  >  >>