الناقض التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام، فهو كافر؛ لأنه مكذب لقول الله تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: ١٥٣]، فمن رغب الخروج عن شريعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو ظن الاستغناء عنها، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وعيسى عليه السلام عندما ينزل في آخر الزمان لا يأتي بشرع جديد؛ بل يكون متبعًا لشريعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فشريعته عليه الصلاة والسلام باقية إلى يوم القيامة، وعامة لجميع الناس؛ ولا يسع أحد الخروج عنها، قال تعالى:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ}[آل عمران: ٨٥].
الناقض العاشر: الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به، قال تعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ المُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}[السجدة: ٢٢].
والمراد بالإِعراض هو الإِعراض عن تعلم أصل الدين الذي يكون به المرء مسلمًا.
قال ابن القيم رحمه الله: وأما الكفر الأكبر فخمسة أنواع، فذكرها ثم قال: وأما كفر الإِعراض فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -