للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحذرونهم الفرقة، روى الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- خطب الناس بالجابية فقال: يا أيها الناس! إني قمت فيكم كمقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فينا فقال: «أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ، حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ، أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ ... » الحديث (١).

وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: «يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، فإنهما السبيل في الأصل إلى حبل الله الذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة» (٢).

وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: «والجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك» (٣).

قال الطحاوي -رحمه الله- في العقيدة الطحاوية: «ونرى الجماعة حقًّا وصوابًا، والفرقة زيغًا وعذابًا» (٤).


(١). مسند الإمام أحمد (١/ ٢٦٨ - ٢٦٩) برقم ١١٤، والترمذي في سننه برقم ٢١٦٥ واللفظ له، وقال محققو المسند: إسناده صحيح.
(٢). رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١٥٨ - ١٥٩).
(٣). اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/ ١٢٢) برقم ١٦٠، وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله- كما في تعليقه على مشكاة المصابيح (١/ ٦١).
(٤). متن العقيدة الطحاوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>