للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإِيْمَانَ قَبْلَ الْمَوْتِ (١).

فمن هذا خاف السلف من الذنوب أن تكون حجابًا بينهم وبين الخاتمة الحسنة.

قال ابن القيم رحمه الله: وهذا من أعظم الفقه أن يخاف الرجل أن تخدعه ذنوبه عند الموت، فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى (٢).

قال الحافظ عبد الحق الإشبيلي: ولسوء الخاتمة أعاذنا الله منها أسبابٌ ولها طرقٌ وأَبوابٌ، وأَعظمها الانكباب على الدنيا وطلبها والحرص عليها، والإِعراض عن الآخرة والإِقدام والجرأة على معاصي الله، وربما غلب على الإِنسان ضرب من الخطيئة ونوع من المعصية، وجانب من الإِعراض، ونصيب من الجرأة والإِقدام، فملك قلبه وسبى عقله، فربما جاءه الموت على ذلك، وسوء الخاتمة لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، ما سمع بهذا ولا علم ولله الحمد وإنما تكون لمن له فساد في العقيدة، أو إصرار على الكبيرة، وإقدام على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى نزل به الموت قبل التوبة (٣). اهـ.

وقد يظهر من المحتضر ما يدل على سوء الخاتمة، مثل النكول عن النطق بالشهادتين، ورفض ذلك، والتحدُّث بالسيئات والمحرمات، وإِظهار التعلُّق بها ونحو ذلك من أقوال وأفعال تدل على الإِعراض عن دين الله والتبرم لنزول قضائه (٤).


(١) مختصر منهاج القاصدين (ص: ٣٩١).
(٢) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (ص: ١٤٨).
(٣) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (ص: ١٤٦، ١٤٨).
(٤) مشاهد الاحتضار للشيخ خالد الشايع (ص: ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>