للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإمام أحمد -رحمه الله- لصدقة وهم في جنازة: يا أبا محمد! كيف أمسيت؟ فقال: مسَّاكَ الله بالخير.

وقال أيضًا للمروذي: كيف أصبحت يا أبا بكر؟ فقال له: صبَّحَكَ الله بخير يا أبا عبد الله (١).

وإن قال (مرحبًا) فلا حرج، فقد روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما قدم وفد عبد القيس على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ الذِينَ جَاءُوا غَيْرَ خَزَايَا وَلا نَدَامَى» (٢).

ولكن ينبغي أن تكون التحية بعد السلام؛ لأن السلام تحية المسلمين.

أما إذا كانت العبارة من تحية أهل الجاهلية كقوله أنعم صباحًا أو أطال الله بقاءك، أو أمتع الله بك .. أو غيرها من العبارات فلا ينبغي التشبه بهم.

ويشرع السلام على الأصم والأبكم، ويجمع بين اللفظ والإشارة في السلام.

أما الموتى فإنه يشرع السلام عليهم، لما روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: يا رسول الله! كيف أقول لهم - أي: عند زيارة القبور - قال: «قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّه الْمُسْتَقْدِمِينَ


(١). الآداب الشرعية للحجاوي ص (٢٠٩ - ٢١٠) بتصرف.
(٢). صحيح البخاري برقم (٥٧٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>