للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بعض المفسرين: المتقون هم الذين اتقوا الشرك والمعاصي والبدع، يحشرهم الله إلى موقف القيامة مكرمين مبجلين معظمين، والمقصود بالوفد هم القادمون ركبانًا على نجائب من نور من مراكب الدار الآخرة، وهم قادمون على ربهم إلى دار كرامته ورضوانه (١).

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «ركبانًا يؤتون بنوق من الجنة، عليها رحائل من الذهب، وسروجها وأزمتها من الزبرجد (٢)، فيحشرون عليها» (٣).

قال القرطبي - رحمه الله -: «وقيل: إنما قال وفدًا لأن من شأن الوفود عند العرب أن يقدموا بالبشارات، وينتظرون الجوائز، فالمتقون ينتظرون العطاء والثواب» (٤).

٢ - أنهم يساقون على النجائب زمرًا، قال ابن كثير - رحمه الله -: «أي جماعة بعد جماعة، المقربون ثم الأبرار ثم الذين يلونهم، كل طائفة مع من يناسبهم، الأنبياء مع الأنبياء، والصديقون مع أشكالهم، والشهداء مع أضرابهم، والعلماء مع أقرانهم، وكل صنف مع صنف، كل زمرة تناسب بعضها بعضًا، حتى إذا وصلوا


(١). انظر: تفسير ابن كثير - رحمه الله - (٩/ ٢٩٦)، والشيخ ابن سعدي ص ٤٧٢.
(٢). الزبرجد: وهو نوع من أنواع الأحجار الكريمة المعدنية القيمة، خضراء اللون.
(٣). تفسير القرطبي (١٣/ ٥١٥).
(٤). تفسير القرطبي (١٣/ ٥١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>