للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر» (١).

العز خلاف الذل، والعز في الأصل القوة والشدة والغلبة، يقال: عز، يعز بالفتح إذا اشتد، ورجل عزيز: منيع لا يُغلب ولا يُقهر، وعز يعز بالكسر عزًّا وعزة وعزازة وهو عزيز؛ قلَّ حتى لا يوجد (٢).

قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٥٤)} [المائدة: ٥٤]. أي جانبهم غليظ على الكافرين، لين على المؤمنين.

وأما قوله -سُبْحَانَهُ-: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (١٣٩)} [النساء: ١٣٩]. فإن العزة تعني المنعة والقوة، والمعنى: أيطلبون - أي أهل النفاق - عند الكافرين المنعة والقوة باتخاذهم أولياء من دون أهل الإيمان (٣).

{فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (١٣٩)} أي فإن المنعة والنصرة من عند الله الذي له المنعة، فهلَّا اتخذوا أولياء من المؤمنين حتى يعزهم الله.

«أما العزة المنسوبة لله - عز وجل - ورسوله والمؤمنين في قوله


(١). صحيح البخاري برقم ٣٦٨٤.
(٢). مقاييس اللغة (٤/ ٣٨)، والمفردات للراغب ص ٥٦٣، ولسان العرب: عزز (٥/ ٣٧٤).
(٣). تفسير الطبري - رحمه الله - (٤/ ٢٥٩٨) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>