للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، فإن عزة الله قهره من دونه، وعزة رسوله إظهار دينه على الأديان كلها، وعزة المؤمنين نصر الله إياهم على أعدائهم، وقيل: المعنى: ولله الغلبة والقوة ولرسوله وللمؤمنين، وقيل: المقصود من هذا التهييج على طلب العزة من جناب الله تعالى، والالتجاء إلى عبوديته، والانتظام في جملة عباده المؤمنين الذين لهم النصرة في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد» (١).

كما قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر:١٠]. وبعض الناس تجده يتنازل عن أشياء من دينه لرضى الكفار وبيان تسامح الإسلام، وهذا من الذل وليس من العز، فالمسلم يرفع رأسه بهذا الدين ويفخر به، فهو صالح لكل زمان ومكان، وهو الدِّين الذي أكمله الله فلا يحتاج إلى زيادة، ورضيه لعباده فلا يحتاجون إلى شيء بعده، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: ٣].

وإلى الأمثلة التي تبين اعتزاز الصحابة ومن بعدهم بهذا الدِّين العظيم:

المثال الأول: روى البخاري في صحيحه أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أرسل جيشًا إلى كسرى واستعمل عليهم النعمان


(١). تفسير البغوي (٨/ ١٣٣) بتصرف، وتفسير ابن كثير - رحمه الله - (٢/ ٤٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>