وتم وكمل، وذلك في ليالي الإبدار، وفي الإقسام بهذه الأشياء المختلفة الأحوال تناسب مع جواب القسم، وهو قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (١٩)} أي حالًا بعد حال، أي لتنتقلن من حال إلى حال، من كونكم نطفًا في الأرحام إلى خروجكم إلى الحياة، ثم موت بعد ذلك، ثم تبعثون فتصيرون إلى ربكم فيجازي كلًّا بعمله.
قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٢٠)} أي: فما لهؤلاء الكفار لا يؤمنون مع وضوح الآيات! والاستفهام للإنكار والتعجب، والفاء للتقريع: أي إذا علم ما تقدم فأي مانع يمنعهم من الإيمان.
قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (٢١)} أي: لا يخضعون له ولا ينقادون لأمره، ولا يصلون، فيركعون ويسجدون، كما قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (٤٨)} [المرسلات: ٤٨].
قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢)} أي: من سجيتهم التكذيب، والعناد والمخالفة للحق، فإن المكذب بالحق عنادًا لا حيلة فيه.
قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (٢٣)} أي: بما يعملونه وينوونه سرًّا، فالله يعلم سرهم وجهرهم، وسيجازيهم بأعمالهم، ولهذا قال: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٢٤)}، وسميت البشارة بشارة لأنها تؤثر في البشرة سرورًا أو غمًّا.