للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يأتون من كل فج عميق من غرب الأرض وشرقها، وجنوبها وشمالها، يجتمعون في بيت الله العتيق وفي عرفات، وفي مزدلفة، وفي منى، في وقت واحد وبلباس واحد، لا فرق بين عربي وأعجمي، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣)} [الحجرات:١٣].

ومن مقاصد الحج: الاستكثار من الصلوات والطواف بالبيت العقيق.

ومن المقاصد أيضًا الإكثار من ذكر الله عند أداء هذه الشعيرة العظيمة، قال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج:٢٨]، وقال تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة:١٩٨]، وقال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة:٢٠٠].

أما حِكَم الحج فهي كثيرة، أكتفي ببعضها، فمن ذلك: أن التجرد من المخيط تذكير بلباس الأكفان بعد الرحيل، وإرشاد إلى التواضع، ونبذ الكبرياء.

ومنها: أن سواد الحجر الأسود تذكير للعباد بشؤم المعصية حتى على الجمادات، وعظم أثرها على القلب، قال - صلى الله عليه وسلم -: «نَزَلَ

<<  <  ج: ص:  >  >>