للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ» (١).

وفي السعي بين الصفا والمروة تذكير بما حصل لأم إسماعيل مع ابنها بواد لا زرع فيه ولا ماء، فسعت في قفر بين جبلين تطلب الماء لها ولصغيرها، حتى أغاثها الله وأنبع لها زمزم أفضل ماء على وجه الأرض.

وفي اجتماع الحجاج في صعيد عرفات على اختلاف أجناسهم وبلدانهم ولغاتهم، الصغير والكبير، والغني والفقير، والذكر والأنثى، تذكير بعرصات يوم القيامة، واجتماع الخلائق لفصل القضاء.

وفي نحر الهدي تذكير بما حصل لأبي الأنبياء إبراهيم الخليل - عليه السلام - حينما أراد أن يذبح ابنه إسماعيل، ففداه الله بذبح عظيم.

وفي رمي الجمرات تذكير بالانقياد للأمر، وإظهار الرق والعبودية، والامتثال من غير حظ النفس (٢).

ويجمع هذه المقاصد والحكم كلها قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَالْحَجُّ


(١). سنن الترمذي برقم ٨٧٧، وقال: حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - حديث حسن صحيح.
(٢). انظر: مجموع فتاوى الشيخ ابن باز - رحمه الله - (١٦/ ١٩٧ - ٢١٥)، والخطب المنبرية، د. عبدالمحسن القاسم (٤/ ٨٠ - ٨٩)، ومختصر منهاج القاصدين لابن قدامة - رحمه الله - (٦٣ - ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>