للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} قال أبو سليمان الداراني: «إني لأخرج من منزلي، فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله علي فيه نعمة، ولي فيه عبرة»، وقال الحسن البصري: «تفكُّر ساعة خير من قيام ليلة».

قوله تعالى: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} أي: ما خلقت هذا الخلق عبثًا، بل بالحق ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، ثم نزهوه عن العبث وخلق الباطل فقالوا {سُبْحَانَكَ} أي: عن أن تخلق شيئًا باطلًا {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} أي: يا من خلق الخلق بالحق والعدل، يا من هو منزه عن النقائص، والعيب، والعبث، قنا من عذاب النار بحولك وقوتك، وقيضنا لأعمال ترضى بها عنا، ووفقنا لعمل صالح تهدنا به إلى جنات النعيم، وتجيرنا به من عذاب الأليم.

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} أي: أهنته، وأظهرت خزيه لأهل النار {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} أي: يوم القيامة لا مجير لهم منك، ولا محيد لهم عما أردت بهم.

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ} أي: داعيًا يدعو إلى الإيمان وهو الرسول - صلى الله عليه وسلم - {أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا} أي يقول: آمنوا بربكم، فآمنا، أي فاستجبنا له واتبعناه {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} أي: بإيماننا واتباعنا نبيك فاغفر لنا

<<  <  ج: ص:  >  >>