للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذنوبنا، أي: استرها {وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} أي: فيما بيننا وبينك {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} أي ألحقنا بالصالحين {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ} قيل: معناه على الإيمان برسلك، وقيل معناه على ألسنة رسلك .. وهذا أظهر.

{وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي على رؤوس الخلائق، {إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} أي: لابد من الميعاد الذي أخبرت عنه رسلك، وهو القيام يوم القيامة بين يديك.

قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} أي: فأجابهم ربهم، كما قال الشاعر:

وَدَاعٍ دَعَا: يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النِّدَا

فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ

روى سعيد بن منصور من حديث أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت: يَا رَسُولَ اللهِ! لا أَسْمَعُ اللَّهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الْهِجْرَةِ بِشَيْءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَقَالَتِ الأَنْصَارُ: هِيَ أَوَّلُ ظَعِينَةٍ قَدِمَتْ عَلَيْنَا (١).

ومعنى الآية: أن المؤمنين ذوي الألباب لما سألوا ما سألوا - مما تقدم ذكره - فاستجاب لهم ربهم عقَّب ذلك


(١). (٣/ ١٣٦) برقم ٥٥٢، وقال شيخنا د. سعد الحميد: سنده ضعيف لجهالة حال سلمة، وهو صحيح لغيره لمجيئه من طريق آخر صحيح عدا قوله: قالت الأنصار: هي أول ظعينة قدمت علينا، فهو حسن لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>