للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أصحابه وقال: «إِنَّ أَخًا لَكُمْ قَدْ مَاتَ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ» (١) يعني: النجاشي.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠)} حض المؤمنين على ما يوصلهم إلى الفلاح، وهو الفوز والسعادة والنجاح، وأن الطريق الموصل إلى ذلك لزوم الصبر الذي هو حبس النفس على ما تكرهه من ترك المعاصي، ومن الصبر على المصائب، وعلى الأوامر الثقيلة على النفوس، فأمرهم بالصبر على جميع ذلك، والمصابرة أي الملازمة والاستمرار على ذلك على الدوام، ومقاومة الأعداء في جميع الأحوال.

والمرابطة وهي لزوم المحل الذي يخاف من وصول العدو منه، وأن يراقبوا أعداءهم ويمنعوهم من الوصول إلى مقاصدهم {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}: تفوزون بالمحبوب الديني والدنيوي والأخروي، وتنجون من المكروه كذلك، فعلم من هذا أنه لا سبيل إلى الفلاح بدون الصبر والمصابرة والمرابطة المذكورات، فلم يفلح من أفلح إلا بها، ولم يفت أحدًا الفلاح إلا بالإخلال بها أو ببعضها (٢).


(١). صحيح البخاري برقم ١٣٣٤، وصحيح مسلم برقم ٩٥٣ واللفظ له.
(٢). تفسير ابن كثير (٣/ ٢٩٤ - ٣٣٠)، وتفسير ابن سعدي ص ١٤٣ - ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>