للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعذبهم بعذاب عذب به من قبلهم، ولا يسلط عليهم عدوًّا من غيرهم فيستبيح بيضتهم: روى مسلم في صحيحه من حديث ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى (١) لِيَ الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ (٢) الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أُعْطِيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ (٣)

عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ (٤)، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا - أَوْ قَالَ: مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا - حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا» (٥).

١١ - أن اللَّه خصها بعيد الأضحى وعيد الفطر: روى أبو داود في سننه وأحمد في مسنده من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: «مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟» قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ


(١). زوى: معناه جمع.
(٢). المراد بالكنزين: الذهب والفضة، والمراد كنزي كسرى وقيصر؛ ملكي العراق والشام.
(٣). السَّنَة: بفتح السين والنون: القحط والجدب. النهاية في غريب الحديث (٢/ ٣٧١).
(٤). فيستبيح بيضتهم: أي مجتمعهم وموضع سلطانهم، ومستقر دعوتهم، أراد: عدوًا يستأصلهم ويهلكهم جميعهم. النهاية في غريب الحديث (١/ ١٦٩).
(٥). برقم ٢٨٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>