للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دار، من افتقر فيها حزن، ومن استغنى فيها فتن، ومن صح فيها أمن، حلالها الحساب، وحرامها العقاب).

وقال أيضًا: جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والنقص في اللذة: قيل وما النقص في اللذة؟ قال: لا ينال شهوة حلال إلا جاء ما ينغصه إياها (١).

قال ابن كثير: ولقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًّا بقتله، فكان كما أخبر سواء بسواء (٢). روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عمار بن ياسر - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَلَا أُحَدِّثُكُمَا بِأَشْقَى النَّاسُ رَجُلَيْنِ؟ قُلنَا: بَلَى يَا رَسُوْلَ اللهِ، قَالَ: أُحَيْمِرُ ثَمُوْدَ الَّذِيْ عَقَرَ النَّاقَةَ، وَالَّذِي يَضْرِبُكَ يَا عَلِيُّ عَلَى هَذِهِ، يَعْنِيْ قَرْنَهُ، حَتَّى تبلَّ مِنْهُ هَذِهِ، يَعْنِيْ لِحْيَتَهُ» (٣).

وكان قتله - رضي الله عنه - على يد الشقي الخارجي عبد الرحمن بن مُلجم سنة أربعين من الهجرة، في السابع عشر من شهر رمضان، قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: ٩٣].

قال الذهبي رحمه الله: وابن ملجم عند الروافض أشقى الخلق في الآخرة، وهو عندنا أهل السنة ممن نرجو له النار، ونجوز أن الله يتجاوز عنه، لا كما يقول الخوارج والروافض فيه، وحكمه حكم قاتل عثمان، وقاتل الزبير، وقاتل طلحة، وقاتل سعيد بن جبير، وقاتل عمار، وقاتل خارجة، وقاتل الحسين، فكل هؤلاء نبرأ منهم ونبغضهم في الله، ونكل أمورهم إلى الله عز وجل (٤).


(١) تاريخ الخلفاء (ص: ١٤٤).
(٢) البداية والنهاية (٩/ ٢٠٤).
(٣) مسند الإمام أحمد (٣٠/ ٢٥٧) برقم (١٨٣٢١)، وقال محققوه: حسن لغيره.
(٤) تاريخ الإسلام (ص: ٦٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>