للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده من طريق عمرو ذي مر قال: لما أصيب علي بالضربة، دخلت عليه وقد عصب رأسه، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، أرني ضربتك. قال: فحلها، فقلت: خدش وليس بشيء. قال: إني مفارقكم. فبكت أم كلثوم من وراء الحجاب، فقال لها: اسكتي، فلو ترين ما أرى لما بكيت. قال: فقلت: يا أمير المؤمنين ماذا ترى؟ قال: هذه الملائكة وفود، والنبيون، وهذا محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يا علي أبشر فما تصير إليه خير مما أنت فيه» (١).

وقد رثاه أبو الأسود الدؤلي، وبعضهم يرويها لأم الهيثم بنت العريان النخعية:

أَلَا يَا عَينُ ويحك أَسْعِدينا ... أَلَا تَبْكِي أَمِيرَ المُؤمِنِينَا

تُبكِّي أُمُّ كُلْثُوم عَلَيهِ ... بعَبرَتها وَقد رأت اليَقِينَا

أَلَا قُل لِلخَوَارِج حيثُ كَانُوا ... فَلا قَرَّت عُيُونُ الشَّامِتِينَا

أَفِي الشَّهر الحَرَام فَجعتُمُونَا ... بِخَير النَّاس طُرًّا أَجمَعِينَا

قَتَلتُم خير من ركب المَطَايَا ... فَذَللها ومن رَكِبَ السَّفِينا

ومَن لبسَ النِّعال ومن حَذَاها ... ومن قرأ المثانِي والمُبِينا

وكل مُنَاقب الخيراتِ فيه ... وحُب رسُول رَبّ العَالَمِينَا

لقد علِمت قُريشُ حيثُ كانُوا ... بأَنَّك خَيْرُها حَسبًا ودِينَا

كأن الناس إذ فَقَدوا عَليًّا ... نَعَامُ حَارَ في بلدٍ سِنِينَا

رضي الله عن علي، وجزاه عن الإِسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا به في دار كرامته.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) أُسد الغابة (٣/ ٣٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>