للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرًا وتعلم الضرب، ثم قدم إلى الحجاز، وقد أخذ محاسن تلك النغم، وألقى منها ما استقبحه من النبرات والنغم، فكان أول من فعل ذلك وتبعه الناس بعد» (١).

قال الشاطبي - رحمه الله -: «لكن العرب لم يكن لها من تحسين النغمات ما يجري مجرى ما الناس عليه اليوم، بل كانوا ينشدون الشعر مطلقًا من غير أن يتعلموا هذه الترجيعات التي حدثت بعدهم، بل كانوا يرققون الصوت، ويمططونه على وجه يليق بأمية العرب الذين لم يعرفوا صنائع الموسيقى، فلم يكن فيه إلذاذ ولا إطراب يلهي» (٢).

«وكلام الشاطبي يدل على أن الأحوال التي رخص فيها الشارع من غناء الأعراس، والأعياد، والغناء للقادم من السفر، إنما هو من نوع النصب، وليس من الغناء بالألحان المطربة» (٣).

وقد اختلف العلماء في حكم الغناء بدون آلة، ولابد من تعريف الغناء قبل الدخول في الخلاف:

الغناء لغة: يدل على الصوت، فكل من رفع صوته ووالاه،


(١). انظر: نهاية الأرب في فنون الأدب، لشهاب الدين النويري، (٤/ ٢٣٩ - ٢٤٠) باختصار.
(٢). الاعتصام (٢/ ١١٤).
(٣). حكم النشيد الإسلامي، للأخت حنان اليماني ص ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>