للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القائلون بالكراهة:

وهو الأظهر عند الشافعي - رحمه الله -، والمعتمد من القولين عند الإمام أحمد (١).

أدلتهم:

١ - ما أخرجه الإمام أحمد، والنسائي من حديث السائب ابن يزيد - رضي الله عنه -: أن امرأة جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يَا عَائِشَةُ! أَتعْرِفِينَ هَذِهِ؟» قالت: لا يا نبي الله، فقال: هذه قينة (٢) بني فلان، تحبين أن تغنيك؟ قالت: نعم، فأعطاها طبقًا فغنتها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قَدْ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي مِنْخَرَيْهَا» (٣).

وجه الاستدلال: لما أذن لها - صلى الله عليه وسلم - بسماع الغناء ثم ذمه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «قد نفخ الشيطان في منخريها» علمنا أن الذم على جهة الكراهة، لا على جهة التحريم؛ لأنه لا يجتمع إباحة وتحريم في نفس الحديث.

وقال القرطبي - رحمه الله - في بيان وجه الاستدلال: «أنه - صلى الله عليه وسلم -


(١). انظر: روضة الطالبين وعمدة المفتين، للنووي (١١/ ٢٢٧)، المبدع لابن مفلح (٨/ ٣١٠).
(٢). القينة: بفتح القاف وسكون الياء التحتية: الأمة غنت أو لم تغن، والماشطة، وكثيرًا ما تطلق على المغنية، وجمعها قينات، وتُجمع على قيان أيضًا. النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، (٤/ ١٣٥)، مادة قين.
(٣). مسند الإمام أحمد (٢٤/ ٤٩٧) برقم ١٥٧٢٠، وقال محققوه: إسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>