للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في الحديث: «وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ» (١).

قوله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} أي جذلًا متكبرًا جبارًا عنيدًا، لا تفعل ذلك فيبغضك الله، ولهذا قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} أي مختال معجب في نفسه فخور، أي على غيره، كما قال تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (٣٧)} [الإسراء: ٣٧].

قوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} أي امش مشيًا مقتصدًا ليس بالبطيء المثبط، ولا بالسريع المفرط، بل عدلًا وسطًا بين بين.

قوله تعالى: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} أي لا تبالغ في الكلام، ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه؛ ولهذا قال: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}، قال مجاهد وغير واحد: إن أقبح الأصوات لصوت الحمير، أي غاية من رفع صوته أنه يشبه بالحمير في علوه ورفعه، ومع هذا هو بغيض إلى الله تعالى، وهذا التشبيه بالحمير يقضي تحريمه وذمه غاية الذم؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ، لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ» (٢).

وهذه الوصايا التي وصى بها لقمان الحكيم لابنه تجمع


(١). صحيح مسلم برقم ٢٦٢٦.
(٢). صحيح البخاري برقم ٦٩٧٥، وصحيح مسلم برقم ١٦٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>