يدل على التحريم، فيجب اتباع الدليل وهذا في غير العبادات، أما العبادات وهي ما يقصد به التقرب إلى الله، فإن الأصل فيها المنع والتحريم؛ لأن العبادات طريق إلى الله، وهي صراط الله، ولا يمكن أن نفتري على الله ما لم يجعله طريقًا موصلًا إليه» (١).
وبالنظر إلى ما تقدم، فإنه يكاد يستحيل وجود تمثيل متقيد بالشروط السابقة.
«والخلاصة أن التمثيل: حرفةً، وأداءً، وتكسبًا، وعرضًا، ومشاهدةً، لا يجوز؛ لأنه إن كان تمثيلًا دينيًّا فهو بدعي، لوقف العبادات على النص، ولما علمت من أصله لدى النصارى واليونان.
وإن كان غير ذلك فهو لهو محرم، لما فيه من التشبه، ولما رأيته من تفاريق الأدلة، وما يحتوي عليه، ويترتب عنه من الآثار المعارضة لآداب الشريعة، وناموس الترقي، وانحلال ربقة الآداب، وأن ما فيه من عظات وفضائل مزعومة، فهي ضائعة مغمورة في حلبة تلك الملهيات التي توقظ نائم الأهواء، وتحرك ساكن الشهوات، كما ينطق به الواقع المرير، لتمرير الفحش، والخنا، والفسوق، والعصيان، وتهديم البيوت داخل أسوارها، فهو يمثل مخاطر على العقائد، والأخلاق،
(١). فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - (٢٤/ ٢) ترقيم الشاملة باختصار.