للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له معاذ: يا عبد الله بن قيس أيم هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يُقتل، قال: إنما جيء به لذلك، فانزل، قال: ما أنزل حتى يُقتل، فأمر به فقُتل، ثم نزل فقال: يا عبد الله! كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوقه تفوقًا (١)، وفي رواية: قائمًا وقاعدًا، وعلى راحلتي (٢)، قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل، فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي (٣).

من فوائد الحديث:

١ - من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا بعث أحدًا في أمر أوصاه بالوصية التي تناسب المهمة التي أُرسل فيها.

٢ - ينبغي للداعي إلى الله أن يلتزم في دعوته بالتيسير على الناس ويجتنب التعسير وما فيه مشقة عليهم، ولا يتحقق ذلك إلا بأن يكون الداعي ممن رزقه الله الفقه في الدِّين، وتحلى بالصبر والحلم، واستعمل الرفق.

٣ - ينبغي للداعي إلى الله تبشير الناس بما يسرهم، فذلك أدعى لقبول الحق والانقياد له.


(١). أتفوقه تفوقًا: أي ألازم قراءته ليلًا ونهارًا، شيئًا بعد شيء، وحينًا بعد حين، مأخوذ من فواق الناقة، وهو أن تحلب ثم تترك ساعة حتى تدر، ثم تحلب .. هكذا دائمًا. فتح الباري (٨/ ٦٢).
(٢). صحيح البخاري برقم ٤٣٤٥.
(٣). صحيح البخاري برقم ٤٣٤٢، وصحيح مسلم برقم ١٧٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>