للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يجب على المكلف من أمر دينه في عباداته ومعاملاته، والعلم بالله وصفاته، وما يجب له من القيام بأمره، وتنزيهه عن النقائص، ومدار ذلك على التفسير، والحديث، والفقه» (١). أهـ

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: «فإن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وبأسمائه وصفاته، ازداد إيمانًا بلا شك، ولهذا نجد أهل العلم الذين يعلمون من أسماء الله وصفاته ما لا يعلمه غيرهم، تجدهم أقوى إيمانًا من الآخرين» (٢).

قراءة القرآن الكريم وتدبره، فإن هذا من أعظم أبواب العلم المؤدية إلى زيادة الإيمان وثباته، وقوته، فقد أنزل كتابه المبين على عباده هدى ورحمة، وضياء ونورًا، وبشرى وذكرى للذاكرين، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩)} [ص: ٢٩]، وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (٨٢)} [الإسراء: ٨٢].

قال ابن القيم - رحمه الله -: «وبالجملة، فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، فإنه جامع لجميع منازل السائرين وأحوال العاملين، ومقامات العارفين، وهو الذي يورث المحبة،


(١). فتح الباري (١/ ١٤١).
(٢). مجموع رسائل وفتاوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - (١/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>