للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشوق، والخوف، والرجاء، والإنابة، والتوكل، والرضى، والتوفيق، والشكر، والصبر، وسائر الأحوال التي بها حياة القلب، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه» (١).

«فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأه بتفكر فمر بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة، ولو ليلة، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان، وذوق حلاوة القرآن، وهذه كانت عادة السلف، يردد أحدهم الآية إلى الصباح، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قام بآية يرددها حتى الصباح، وهي قوله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨)} [المائدة: ١١٨] (٢).

النظر في سيرة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ودراستها، وتأمل ما ذكر فيها من نعوته الطيبة، وخصاله الكريمة، وشمائله الحميدة، وسيرته العطرة، والعمل بها، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١)} [الأحزاب: ٢١].


(١). مفتاح دار السعادة (١/ ٢٨٩).
(٢). مسند الإمام أحمد (٣٥/ ٣١٠) برقم ٢١٣٨٨، وقال محققوه: إسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>