كما أن خطورة هذا الفكر تكمن في انتشاره الواسع في جميع دول العالم الإسلامي - وخاصة في القارة الإفريقية - حيث الفقر الشديد، والجهل، وقلة العلم، وخاصة الديني والإسلامي، إضافة لقلة الدعاة والمعلمين للإسلام الحقيقي، وهو ما شكل مناخًا ملائمًا لانتشار الفكر الصوفي على أوسع نطاق.
ففي السنغال مثلًا والتي يشكل المسلمون فيها ما نسبته (٩٤%) من عدد السكان، فإن طريقة صوفية واحدة فيها وهي التيجانية تحتضن (٥١%) من المسلمين في السنغال، بينما تستوعب الطريقة المريدية وغيرها من الطرق الصوفية الأخرى بقية مسلمي السنغال، مما يعبر عن مدى سيطرة الطرق الصوفية على مسلمي السنغال، ومن هنا لم يكن مستغربًا أن تُعد السنغال معقلًا للصوفية بمختلف مدارسها في أفريقيا، حيث تلعب المدارس الصوفية السنغالية أدوارًا تتجاوز الأبعاد الدينية والروحية إلى السياسية، حيث قام ساسة السنغال بتوظيف الصوفية لبلوغ مآربهم السياسية.