ويلات ومآس عبر التاريخ، إلا أن معالجة علماء الأمة لهذا المرض المعدي المستشري في جسد الأمة ومواجهتهم له لم يكن بالمستوى المطلوب والمأمول، حيث ما زالت الفرق الصوفية تنتشر وتتوسع في البلاد الإسلامية حتى الآن، مستغلة الجهل، والفقر المنتشر فيها، وغياب الموجهين والمعلمين من أهل السنة المعتدلين.
لقد اعتمد الاحتلال الغربي الأجنبي على الطرق الصوفية لمواجهة المقاومة المسلحة ضده في أي بلد إسلامي، كما أن الأنظمة الاستبدادية المعاصرة - وريثة الاستعمار في حكم الديار - لم تسمح لغير الطرق الصوفية بالتمدد والانتشار.
ولقد حذر كثير من العلماء المخلصين من خطر الفكر الصوفي على الأمة نظريًّا، إلا أن الواقع العملي الدعوي في هذا الجانب ما يزال يحتاج إلى الكثير من الجهود والعمل، ومن بين من نبه لخطر الفكر الصوفي الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق، الذي ذكر في كتابه (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة) أن الفكر الصوفي هو أشد الأخطار جميعًا على أمة الإسلام، وأنه الذي حوَّل عز هذه الأمة ذلًّا ومهانة، وأنه السوس الذي ظل ينخر ويهدم في جسم شجرتنا الباسقة حتى أناخها مع الأيام، وأنه لا خلاص للأمة إلا بالتخلص من هذا السوس أولًا قبل أي خطر آخر، وقد بين الشيخ في كتابه أهم مخاطر الفكر الصوفي، وهي: