للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من النقاد، مثل ابن خلدون، وإحسان إلهي، وكامل مصطفى الشيبي، وهو ممن أفرد كتابًا لإثبات ذلك، وغيره ممن عقدوا مقارنات بين اعتقادات وطقوس الفريقين.

ودواعي التنبيه إلى المقاربة بين الطائفتين كثيرة، منها منشأ التصوف وبيئته وأقطابه ومصطلحاته، وكثير من العقائد التي به، غير أن ما يُرسِّخ التواصل بينهم هو ظهور الدولة العبيدية الشيعية الإسماعيلية الباطنية المتسمية بالفاطمية، فقد لبس التصوف في عهدها والذي تلاها لباس الشيعة.

وتعقد المقارنة بادئ ذي بدء في نشأة التصوف، فالتصوف منبته فارسي شيعي؛ وينصر هذا الرأي طائفة من خصوم التصوف من السنة، وأخرى من أهل التصوف من السنة والشيعة، وبين أولئك باحثون في التصوف يؤيدون هذا الرأي، إلا أن لكل طرف غرضه من نصرة هذا الرأي.

فالثابت من كتب كثير ممن عاصر الصوفية وغيرهم، أن أول من أسس التصوف هم الشيعة، ومرجع النشأة لرجلين منهم، هما (عبدك ت ٢١٠) مختصر عبد الكريم، وهو على رأس طائفة شيعية، وأبو هاشم الكوفي الشيعي (الصوفي ت ١٥٠) (١).


(١). الصلة بين التصوف والتشيع، كامل مصطفى الشيبي، دار الأندلس - بيروت - ط (٣) ١٩٨٢، (ص ٢٧١) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>