للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالتصوف وليد التشيع، وبداية أمر حركة التصوف الفرس؛ الذين يمثلون عصب التشيع ودمه الفوار، وكبار المتصوفة والمنظرين له فرس؛ كالبسطامي، والحلاج، ومعروف البلخي، وابن خضرويه البلخي، ويحيى بن معاذ الرازي. وللتشيع أمشاج فارسية متعددة الثقافات والعقائد، وشيعة العراق زمرة فراق، وشرذمة شقاق، دأبهم تشقيق الكلام، والتلفيق بين الأديان، وذي سيرتهم قبل الإسلام، وصنيعهم مع جمهرة الأديان التي حلت أرضهم، والفرس أُصيبوا بداء الغنوص وهي فلسفة حلولية ذات طابع روحاني صوفي محض سرت في أديان وطوائف عدة، بنسب متقاربة.

والفرس يصبغون أي دين يَرِد عليه بلبوسهم، ويُذيبونه في ثقافتهم، وعقائدهم، فيصطلحون على ما سلف من أمرهم بلغة ما ورد على ديانتهم الجديدة، فإن تبصر الواعي أمرهم درى أن كسرى صار يسمى إمامًا، والمرجع الشيعي صار يُسمى شيخ الطريقة، والأئمة الاثنا عشر هم الأقطاب والغوث، ومراتب دعاة الباطنية الإسماعيلية هم الأوتاد، والأتقياء، والنجباء والمريدين عند الصوفية (١) (٢).


(١). لمزيدٍ من التفاصيل راجع الصلة بين التصوف والتشيع د. نبيل عبدالكريم، مقال في موقع الألوكة.
(٢). التصوف عند الفرس، إبراهيم الدسوقي، دار المعارف - القاهرة - د. ت - ص ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>