للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: «مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟» قَالَا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «وَأَنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا»، فَقَامُوا مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيْنَ فُلانٌ؟» قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ، إِذْ جَاءَ الأَنْصَارِيُّ، فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا أَجِدُ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي، فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ: كُلُوا مِنْ هَذِهِ (١).

فائدة:

ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل التمر مفردًا، كما كان يأكله مع الزبد، فقد روى أبو داود في سننه من حديث ابني بسر السُّلميَّين قالا: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَدَّمْنَا لَهُ زُبْدًا وَتَمْرًا، وَكَانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ وَالتَّمْرَ (٢).

كما كان - صلى الله عليه وسلم - يأكل القثاء مع الرطب، فقد روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن جعفر قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -


(١) برقم ٢٠٣٨، البسر هو: تمر النخل قبل أن يرطب، المعجم الوسيط، ص ٥٦؛ الرطب هو: نضيج البسر قبل أن يصير تمرًا، وذلك إذا لان وحلا، أو تمر النخل إذا أدرك ونضج قبل أن يصير تمرًا، المعجم الوسيط، ص ٣٥١؛ التمر: هو اليابس من تمر النخل، المعجم الوسيط، ص ٨٨.
(٢) برقم ٣٨٣٧، وحسن إسناده ابن مفلح في الآداب الشرعية (٣/ ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>