للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الهوى، ومن أعلى السبعة الذي يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فذكر - صلى الله عليه وسلم - منهم: «رَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ» (١)، فهمّها لما كان لا معارض له استمرت في مراودته، وهمه عارض عرض، ثم زال في الحال ببرهان ربه.

ومنها: أن من دخل الإيمان قلبه ثم استنار بمعرفة ربه ونور الإيمان به، وكان مخلصًا لله في كل أحواله، فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه وإخلاصه من أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي ما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه؛ لأن الله علل صرف هذه الأمور عن يوسف بقوله: { ... } على قراءة من قرأها بكسر اللام (٢)، ومن قرأها بالفتح - فإن من أخلصه الله واجتباه فلا بد أن يكون مخلِصًا - فالمعنيان متلازمان.

ومنها: أنه ينبغي للعبد إذا ابتلي بالوقوع في محل فيه فتنة وأسباب معصية أن يفر ويهرب غاية ما يمكنه؛ ليتمكن من التخلص من ذلك الشر، كما فر يوسف هاربًا للباب، وهي تمسك بثوبه وهو مدبر عنها.

ومنها: أن القرائن يُعمل بها عند الاشتباه في الدعاوى؛


(١) البخاري برقم ٦٦٠، ومسلم برقم ١٠٣١.
(٢) هي قراءة ابن كثير - رحمه الله - وأبي عمرو وابن عامر. انظر: السبعة في القراءات ص ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>