للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحادية عشرة: أن العرش غير الكرسي والماء» (١).

قال ابن القيم - رحمه الله -: «ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض، كانت عالية عليها، ولما كان الكرسي محيطًا بالسماوات كان عاليًا عليها، ولما كان العرش محيطًا بالكرسي كان عاليًا» (٢).

قال عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -:

شَهِدْتُ بِأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ... وَأَنَّ النَّارَ مَثْوَى الْكَافِرِينَا

وَأَنَّ الْعَرْشَ فَوْقَ الْمَاءِ طَافٍ ... وَفَوْقَ الْعَرْشِ رَبُّ الْعَالَمِينَا

وتَحْمِلُهُ مَلَائِكَةٌ كِرَامُ ... مَلَائِكَةُ الإِلَهِ مُسَوَّمِينَا

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «وقد علم المسلمون أن كرسيه - سُبْحَانَهُ - وسع السموات والأرض، وأن الكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وأن العرش خلق من مخلوقات الله، لا نسبة له إلى قدرة الله وعظمته» (٣).

والعرش سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، قال تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (١٧)} [الحاقة:١٧]، وقال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} [غافر:٧]، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد


(١) مسائل كتاب التوحيد ص ١١٢.
(٢) الصواعق المرسلة (٤/ ١٣٠٨).
(٣) الفتوى الحمويه الكبرى، ص ٥٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>