للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (١٢٤)} [التوبة:١٢٤].

فالفرح بالعلم، وبالإيمان، والسنة، دليل على تعظيمه عند صاحبه، ومحبته له، ورغبته فيه، فمن ليس له رغبة في الشيء لا يفرحه حصوله له، ولا يحزنه فواته، فالفرح تابع للمحبة والرغبة.

والثاني: وهو الفرح بالمسبَّب، وهو ما يحصل ثمرة وجزاء للسبب من النعيم المقيم الدائم الذي لا ينقطع في جنات عدن، كقوله: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٧٠)} [آل عمران:١٧٠]. والفرق بينه وبين الاستبشار، أن الفرح بالمحبوب بعد حصوله، والاستبشار يكون به قبل حصوله إذا كان على ثقة من حصوله» (١).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «فإن أرفع درجات القلوب فرحها التام بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وابتهاجها وسرورها، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [الرعد: (٣٦) وقال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ وَبِرَحْمَتِهِ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس:٥٨]. ففضل الله ورحمته القرآن والإيمان؛ من فرح به


(١) مدارج السالكين لابن القيم - رحمه الله - (٣/ ١١٩) بتصرف واختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>