للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد، فإن الله رزقني بعدك مالًا وولدًا، ونزلت الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان: سلام عليكم .. أما بعد، فإنك قد كتبت إلي أن الله رزقك مالًا وولدًا، فاعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير أن يكثر حلمك، وأن ينفعك علمك، وكتبت إلي أنك نزلت الأرض المقدسة، وأن الأرض لا تعمل لأحد، اعمل كأنك ترى، واعدد نفسك من الموتى (١).

وكان عطاؤه خمسة آلاف، فإذا خرج عطاؤه فرقه، وأكل من كسب يده، وكان ينسج الخوص (٢).

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث الحسن قال: لما احتضر سلمان بكى، وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلينا عهدًا، فتركنا ما عهد إلينا، أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب، قال: ثم نظرنا فيما ترك، فإذا قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهمًا، أو بضعة وثلاثون درهمًا (٣).

وكان وفاته سنة خمس وثلاثين في آخر خلافة عثمان - رضي الله عنه -، روى عبدالرزاق عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: دخل ابن مسعود على سلمان عند الموت، قال ابن حجر: فهذا يدل على أنه مات قبل ابن مسعود، ومات ابن مسعود قبل سنة


(١) مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (١٠/ ٥١).
(٢) أسد الغابة لابن الأثير (٢/ ٣٥١).
(٣) (٣٩/ ١١٥) برقم ٢٣٧١١، وقال محققوه: حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>