للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا سَلْمَانُ»، فقلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟

قال: «خُذْهَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ»، قال سلمان: فأخذتها فوزنت لهم منها - والذي نفس سلمان بيده - أربعين أوقية، فأوفيتهم حقهم وعتقت، فشهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق، ثم لم يفتني معه مشهد (١).

وروى البخاري في صحيحه عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: أنه تداوله (٢) بضعة (٣) عشر من رب (٤) إلى رب (٥).

وكان أول مشاهده الخندق، وشهد بقية المشاهد، وفتوح العراق، وولي المدائن، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد آخى بين سلمان وأبي الدرداء، وسكن أبو الدرداء الشام، وسكن سلمان العراق، فكتب أبو الدرداء إلى سلمان: سلام عليك .. أما


(١) أخرج قصة سلمان الفارسي - رضي الله عنه - الإمام أحمد في مسنده برقم ٢٣٧٣٧، وابن إسحاق في السيرة (١/ ٢٥١)، وقال محققو المسند: إسنادها حسن، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث، وإسنادها حسن، وذكر البخاري في صحيحه مكاتبة سلمان - رضي الله عنه -، وأنه كان حرًّا فظلموه وباعوه، كتاب البيوع، باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه.
(٢) التداول: هو التناقل. انظر النهاية (٢/ ١٣١).
(٣) البضع: ما بين الثلاث إلى العشر. انظر لسان العرب (١/ ٤٢٦).
(٤) الرب: يطلق في اللغة على المالك، والسيد. انظر لسان العرب (٥/ ٩٥).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه برقم ٣٩٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>