عن عقبة ابن عامر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال شعبة: أنا قلت لأبي إسحاق: من حدَّثك؟ قال: حدثني عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر، قال: سمع عبد الله بن عطاء من عقبة؟ قال: فغضب، ومسعر ابن كدام حاضر، فقال: قد أغضبت الشيخ، قلت: ليصححن هذا الحديث، فقال مسعر بن كدام: عبد الله بن عطاء بمكة، قال شعبة: فرحلت إلى مكة فلقيت عبد الله فسألته، فقال: سعد ابن إبراهيم حدثني، قال شعبة: ثم لقيت مالك بن أنس فقال: سعد بالمدينة لم يحج العام، قال شعبة: فرحلت إلى المدينة فلقيت سعدًا فسألته، فقال: الحديث من عندكم زياد بن مخراق حدثني، قال شعبة: فلما ذكر زياد قلت: أي شيء هذا الحديث بينما هو كوفي إذ صار مكيًّا، إذ صار مدينيًّا، إذ صار بصريًّا؟ قال شعبة: فرحلت إلى البصرة فلقيت زياد بن مخراق فسألته، فقال: ليس الحديث من نايتك، قلت: حدثني به، قال: لا تريده، قلت: حدثني به، قال: حدثني شهر بن حوشب، عن أبي ريحانة، عن عقبة بن عامر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال شعبة: فلما ذكر شهر قلت: دمَّر علي هذا الحديث، لو صح لي هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. كان أحب إليَّ من أهلي ومالي والناس أجمعين (١).
فبهذا صاروا أئمة يقتدى بهم، ولا تكاد تمر ساعة على وجه الأرض إلا ودُعي لهم فيها، فذكرهم باق، وأجرهم موصول، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (٦٩)} [العنكبوت:٦٩].