للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الأمثلة القريبة ما جاء عن العلامة محمد بن الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان، يقول - رحمه الله -: «جئت للشيخ في قراءتي عليه، فشرح لي كما كان يشرح، ولكنه لم يشف ما في نفسي على ما تعودت، ولم يرو لي ظمئي، وقمت من عنده وأنا أجد في حاجة إلى إزالة بعض اللبس، وإيضاح بعض المشكل، وكان الوقت ظهرًا، فأخذت الكتب والمراجع فطالعت حتى العصر، فلم أفرغ من حاجتي، فعاودت حتى المغرب فلم أنته أيضًا، فأوقد لي خادمي أعوادًا من الحطب أقرأ على ضوئها كعادة الطلاب، وواصلت المطالعة وأتناول الشاهي الأخضر كلما مللت أو كسلت، والخادم بجواري يوقد الضوء، حتى انبثق الفجر وأنا في مجلسي لم أقم إلا لصلاة فرض أو تناول طعام، وإلى أن ارتفع النهار، وقد فرغت من درسي وزال عني لبسي، ووجدت هذا المحل من الدرس كغيره في الوضوح والفهم» (١).

وللشيخ الألباني - رحمه الله - نبأ عجيب، فقد كان يتردد على المكتبة الظاهرية بدمشق، ويمكث فيها الساعات الطوال، وقد خصصت إدارة المكتبة غرفة له خاصة، وفي مرة من المرات صعد الشيخ ناصر على السلم في المكتبة الظاهرية ليأخذ كتابًا مخطوطًا فتناول الكتاب وفتحه، فبقى واقفًا على السلم يقرأ


(١) مقدمة أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشيخ الشنقيطي - رحمه الله - (١/ ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>