للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَعَدَدْتُ بِهِ خَمْسِينَ، بَيْنَ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ، لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ فِي دُبُرِهِ -يَعْنِي فِي ظَهْرِهِ» (١).

قال الحافظ في الفتح: وفي الحديث بيان فرط شجاعته وإقدامه - رضي الله عنه - (٢).

ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -، وتقدم بها، وهو على فرسه، فتردد - رضي الله عنه - بعض التردد من شدة أمر المعركة، ثم أخذ يقول:

أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلَنَّهْ ... لَتَنْزِلِنَّ أَوْ لَتُكْرَهِنَّهْ

إِنْ أَجْلَبَ النَّاسُ وشَدُّوا الرَّنَّهْ (٣) ... مَا لِي أَرَاكَ تَكْرَهِينَ الجَنَّةْ

وقال أيضًا - رضي الله عنه -:

يَا نَفْسُ إلَّا تُقْتَلِي تَمُوتِي ... هَذَا حِمَامُ (٤) المَوْتِ قَدْ صَلِيتِ

وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيتِ ... إِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هُدِيْتِ

ثم نزل، فأتاه ابن عمٍّ له بعرق (٥)

من لحم، فقال: شُدَّ بهذا صلبك، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت، فأخذه من يده،


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة مؤتة برقم ٤٢٦٠.
(٢) انظر: فتح الباري (٧/ ٥١٢).
(٣) أجلب الناس: تجمعوا وتألبوا. انظر النهاية (١/ ٢٨٢)؛ الرنة: الصيحة الشديدة، انظر: لسان العرب (٥/ ٣٣٤).
(٤) الحمام: بكسر الحاء، أي قضاء الموت وقدره، انظر: لسان العرب (٣/ ٣٣٩).
(٥) العرق: بفتح العين وسكون الراء: العظم إذا أُخذ عنه معظم اللحم، انظر: لسان العرب (٩/ ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>