للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشقراء فعقرها (١)، فكان أول فرس يُعقر في الإسلام (٢)، ثم أخذ يقاتل - رضي الله عنه - على رجليه، وهو يقول:

يَا حَبَّذَا الجَنَّةُ واقْتِرَابُهَا ... طَيِّبَةٌ وَبَارِدٌ شَرَابُهَا

وَالرُّوْمُ رُوْمٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا ... كَافِرَةٌ بَعِيدَةٌ أَنْسَابُهَا

عَلَيَّ إِنْ لَاقَيْتُهَا ضِرَابُهَا

فقطعت يمينه - رضي الله عنه -، فأخذ الراية بشماله، فقطعت شماله - رضي الله عنه -، فاحتضن الراية بعضديه حتى استشهد - رضي الله عنه -، فأثابه الله سبحانه بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء، ولذلك سُمي بجعفر الطيار (٣).

روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: « ... كُنْتُ فِيهِمْ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ، فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَوَجَدْنَاهُ فِي الْقَتْلَى، وَوَجَدْنَا مَا فِي جَسَدِهِ بِضْعًا وَتِسْعِينَ مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ» (٤).

وفي رواية أخرى في صحيح البخاري عن نافع أن ابن عمر - رضي الله عنهما - أخبره: «أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى جَعْفَرٍ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ قَتِيلٌ،


(١) أصل العقر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم. انظر: النهاية (٣/ ٢٤٥).
(٢) أخرج عقر جعفر - رضي الله عنه - فرسه، أبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب في الدابة تعقر في الحرب برقم ٢٥٧٣، وحسن إسناده الحافظ في الفتح (٧/ ٥١١).
(٣) انظر: سيرة ابن هشام (٣/ ٣٣٣).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة مؤتة برقم ٤٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>