للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تطلبون، الشهادة، وما نقاتل الناس بعددٍ ولا قوةٍ ولا كثرةٍ، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور، وإما شهادة.

فقال الناس: قد صدق والله ابن رواحة، واستقر الأمر على مقاتلة العدو (١).

بدء القتال، وتناوب القادة:

وهناك في مؤتة التقى الفريقان، وبدأ القتال المرير، ثلاثة آلاف مقاتل يواجهون مائتي ألف مقاتل، فعلًا معركة عجيبة تشاهدها الدنيا بالدهشة والحيرة، ولكن إذا هبت ريح الإيمان جاءت بالعجائب (٢).

أخذ الراية زيد بن حارثة - رضي الله عنه - حِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل يقاتل بضراوة بالغة، وبسالة نادرة، والمسلمون معه يقاتلون حتى قُتل طعنًا بالرماح، وخر شهيدًا - رضي الله عنه -.

ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وطفق (٣) يقاتل قتالًا ليس له مثيل، حتى إذا ألحمه (٤) القتال نزل عن فرسه


(١) انظر سيرة ابن هشام (٤/ ٢٢)، البداية والنهاية (٦/ ٤١٦).
(٢) انظر: الرحيق المختوم ص ٣٨٩.
(٣) طفق: جعل. انظر: لسان العرب (٨/ ١٧٤).
(٤) يقال: ألحم الرجل واستلحم: إذا نشب في الحرب فلم يجد له مخلصًا. انظر: النهاية (٤/ ٢٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>