للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الصلاة هي الفارق بين المسلم والكافر، روى مسلم في صحيحه من حديث جابر - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بَيْنَ الرَّجُلِ، وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ، تَرْكُ الصَّلَاةِ» (١)، وكان من آخر ما وصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يعالج سكرات الموت أن قال: «الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» (٢)، وقال عمر - رضي الله عنه - يوم أن طعن، وهو يعالج سكرات الموت، وجرحه يثعب دمًا: «لَا حَظَّ فِي الإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ».

الثانية: أداء الأمانة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المعارج: ٣٢]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: ٢٧]. روى الطبراني في المعجم الكبير من حديث شداد بن أوس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ أَوَّلَ مَا تَفْقِدُوْنَ مِن دِينِكُمُ الأَمَانَةُ» (٣)، قال القرطبي: الأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال، وهو قول الجمهور (٤). اهـ، وقال بعضهم: عمل كل ما لله فيه طاعة، واجتناب كل ما لله فيه معصية، سواء كان ذلك في عبادة أو معاملة، فالصلاة أمانة، والزكاة أمانة، وحفظ الجوارح أمانة، والعمل أمانة لابد للمسلم أن يؤديه بكل إخلاص وإتقان حتى تبرأ ذمته بذلك.

والأمانة من أبرز أخلاق الرسل - عليهم الصلاة والسلام - فنوح، وهود، وصالح ولوط، أخبر الله عنهم في سورة الشعراء، أن كل رسول من هؤلاء، قد قال لقومه: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} [الشعراء: ١٠٧]، ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كان في قومه قبل الرسالة وبعدها مشهورًا بأنه الأمين.


(١) صحيح مسلم برقم (٨٢).
(٢) سن ابن ماجه برقم (٢٦٩٧).
(٣) معجم الطبراني الكبير (٩/ ٣٥٣) رقم (٩٧٥٤)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (١٧٣٩).
(٤) الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (١٤/ ٢٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>