للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَعْلَمُونَ (٣٣)} [طه:١٧ - ٣٣] (١).

«هذا مثل ضربه الله لكفار قريش، فيما أنعم به عليهم من إرسال الرسول العظيم الكريم إليهم، فقابلوه بالتكذيب والمخالفة، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «هم كفار قريش».

فيقول تعالى: إنا بلونا هؤلاء المكذبين بالخير، وأمهلناهم، وأمددناهم بما شئنا من مال وولد وطول عمر ونحو ذلك مما يوافق أهواءهم، لا لكرامتهم علينا، بل ربما يكون استدراجًا لهم من حيث لا يعلمون، فاغترارهم بذلك نظير اغترار أصحاب الجنة الذين هم فيها شركاء، حين أينعت أشجارها، وزهت ثمارها، وآن وقت صرامها وجزموا أنها في أيديهم وطوع أمرهم، وأنه ليس ثم مانع يمنعهم منها، ولهذا أقسموا وحلفوا من غير استثناء أنهم سيصرمونها؛ أي: يجذونها مصبحين، ولم يدروا أن الله


(١) بلوناهم: اختبرناهم، الجنة: الحديقة، (ليصرمنها): ليقطعن ثمار حديقتها، (ولا يستثنون): ولا ينوون استثناء حصة المساكين، ولم يقولوا: إن شاء الله، (فطاف عليها): أحاط نازلًا عليها، (طائف): نار أحرقتها، (كالصريم): كالليل المظلم، (فتنادوا): نادى بعضهم بعضًا، أن (اغدوا): اذهبوا مبكرين، (حرثكم): مزرعتكم، (صارمين): مصرين على قطع الثمار، (على حرد): على قصدهم السيئ في منع المساكين، (لضالون): لمخطئون في طريقها، (أوسطهم): أعدلهم، وخيرهم عقلًا ودينًا، (لولا تسبحون): هلا تذكرون الله وتستغفرونه؛ من فعلكم، وخبث نيتكم، (يتلاومون): يلوم بعضهم بعضًا على ما قصدوه من منع للمساكين، (راغبون): طالبون الخير، (كذلك العذاب): مثل ذلك العقاب الذي عاقبناهم به نعاقب كل من بخل، وخالف أمر الله. غريب القرآن للدكتور محمد الخضيري.

<<  <  ج: ص:  >  >>