للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا ندموا ندامة عظيمة، {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ} فيما أجروه وفعلوه، {قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ} أي: متجاوزين للحد في حق الله وحق عباده، {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ} فهم رجوا الله أن يبدلهم خيرًا منها، ووعدوا أن سيرغبون إلى الله ويلحون عليه في الدنيا؛ فإن كانوا كما قالوا، فالظاهر أن الله أبدلهم في الدنيا خيرًا منها؛ لأن من دعا الله صادقًا ورغب إليه ورجاه، أعطاه سؤاله.

قال تعالى معظمًا ما وقع: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ} أي: الدنيوي لمن أتى بأسباب العذاب أن يسلبه الله الشيء الذي طغى به وبغى وآثر الحياة الدنيا وأن يزيله عنه أحوج ما يكون إليه، {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ} من عذاب الدنيا، {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} فإن من علم ذلك، أوجب له الانزجار عن كل سبب يوجب العقاب ويحرم الثواب» (١).

وقد اشتملت الآيات الكريمات على فوائد كثيرة، فمن ذلك:

١ - «اشتمال القرآن على القصص وضرب الأمثال بها للاعتبار.

٢ - أن من سنة الله ابتلاء العباد بالنعم والمصائب، قال تعالى:


(١) تفسير الشيخ ابن سعدي - رحمه الله - ص ١١٩٣ - ١١٩٤، بتصرف، وتفسير ابن كثير - رحمه الله - (١٤/ ٩٧)، والبداية والنهاية لابن كثير (٢/ ٥٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>