حق الله تعالى، ويقولون:{لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} أي: بكروا قبل انتشار الناس، وتواصوا مع ذلك بمنع الفقراء والمساكين، ومن شدة حرصهم وبخلهم أنهم يتخافتون بهذا الكلام مخافتة خوفًا أن يسمعهم أحد فيخبر الفقراء.
{وَغَدَوْا} في هذه الحالة الشنيعة والقسوة وعدم الرحمة {عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} أي: على إمساك ومنع لحق الله جازمين بقدرتهم عليها.
{فَلَمَّا رَأَوْهَا} على الوصف الذي ذكر الله كالصريم، {قَالُوا} من الحيرة والانزعاج، {إِنَّا لَضَالُّونَ} أي تائهون عليها، لعلها غيرها، فلما تحققوها ورجعت إليهم عقولهم؛ قالوا:{بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} منها، فعرفوا حينئذ أنه عقوبة.
فـ {أَوْسَطُهُمْ} أي: أعدلهم وأحسنهم طريقة: {أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ} أي تنزهون الله عما لا يليق به، ومن ذلك ظنكم أن قدرتكم مستقلة، فلولا استثنيتم وقلتم: إن شاء الله، وجعلتم مشيئتكم تابعة لمشيئته؛ لما جرى عليكم ما جرى.
فـ {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} أي: استدركوا بعد ذلك، ولكن بعدما وقع العذاب على جنتهم، الذي لا يرفع، ولكن لعل تسبيحهم هذا وإقرارهم على أنفسهم بالظلم ينفعهم في تخفيف الإثم ويكون توبة.